هل الدعاء يوم الأربعاء مستجاب ؟

هل الدعاء يوم الأربعاء مستجاب لا يوجد دليل صحيح في السنة النبوية يدل على أن يوم الأربعاء فيه دعاء مستجاب بخصوصية معينة. ومع ذلك، ورد في مسند الإمام أحمد حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ دعا في مسجد الفتح يوم الاثنين والثلاثاء، فلم يُستجب له حتى يوم الأربعاء، فاستجيب له بين الظهر والعصر، ففرح الصحابة بذلك.
سند حديث الدعاء مستجاب يوم الاربعاء
حديث استجابة الدعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر ضعيف سنداً، لا يصح الاحتجاج به، ولو صح فالمراد به تحري هذا الوقت للدعاء فيه، كما يدل على ذلك فعل جابر رضي الله عنه، وليس في الحديث قصد مسجد الفتح لأجل الدعاء فيه.
هل الدعاء يوم الأربعاء مستجاب ؟
ماذا نستفيد من الحديث؟ ممكن أن يكون فيه إشارة إلى فضل الدعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، لكن ليس هناك نص قطعي يؤكد أن كل دعاء يوم الأربعاء مستجاب ،
ˆاستجابة الدعاء تعتمد على الإخلاص واليقين والأظهر في الحديث أنه ضعيف لا يحتج به ؛ ففي
إسناده علتان:
الأولى: كثير بن زيد الأسلمي، وفي قبول روايته خلاف بين علماء الحديث، فمنهم من يوثقه، والأكثر على تضعيفه،والأقرب أن فيه ضعفاً يسيراً.
ولذلك قال فيه الحافظ في “التقريب”: “ صدوق يخطئ “.
ينظر: “الجرح والتعديل” (7/150)، “الكامل في ضعفاء الرجال” (6/67)، “ميزان الاعتدال” (3/404)، “تهذيبالتهذيب” (8/370).
الثانية: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وهو مجهول الحال، ترجم لـه البخاري في “التاريخ الكبير”(5/133)، وابن أبي حاتم في “الجرح والتعديل” (5/95)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً.
سند حديث الدعاء يوم الاربعاء مستجاب بين الظهر والعصر
قال محققو مسند الإمام أحمد: “ إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بذاك القوي، خاصة إذا لم يتابعه أحد، وقد تفرَّد بهذا الحديث عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب، وهذا الأخير في عداد المجاهيل “. انتهى، ينظر: “ مسند الإمامأحمد” (ط: الرسالة) (22/426).
وقد اختلف على كثير في هذا الحديث ؛ فروي عنه: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب، على ما سبق.
ووري عنه: عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وليس عن عبد الله، كما هو عند البخاري في الأدب المفرد (704)،وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/73) وغيرهما. والظاهر أن ذلك من اضطراب كثير فيه، وعدم ضبطه لإسناده،ومتنه أيضا.
ومن أراد الاستزادة في تخريج الحديث فليراجع كتاب “المساجد السبعة” للشيخ عبد الله بن محمد الأنصاري (ص11- 15)، ففيه بحث موسع حول هذا الحديث وعلله.
خلاصة القول في حديث الدعاء مستجاب يوم الأربعاء
والحاصل: أن الحديث ضعيف سنداً، لا يصح الاحتجاج به، ولو صح فالمراد به تحري هذا الوقت للدعاء فيه،
كما يدل على ذلك فعل جابر رضي الله عنه، وليس في الحديث قصد مسجد الفتح لأجل الدعاء
أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء في الإسلام
المسلم ينبغي له أن يتحرى أوقات استجابة الدعاء، ويكثر فيها من الدعاء مع اليقين بالله، والإلحاح في طلبه، مع الأخذ بالأسباب، وأيضًا تحسين الظن بالله تعالى وقد حثنا النبي ﷺ على الإكثار منه في مختلف الأوقات والأحوال. ولكن من المهم أيضًا أن يتحرى المسلم الأوقات التي تكون فيها الاستجابة أقرب، إذ أن هناك أوقاتًا معينة تكون فيها الدعوات أقرب للإجابة وأكثر تأثيرًا. فقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأوقات المباركة التي يعد فيها الدعاء مستجابًا،

أوقات مستحب الدعاء فيها ومستجاب بإذن الله
رغم عدم وجود دليل قوي على أن يوم الأربعاء وقت مميز لاستجابة الدعاء، إلا أن هناك أوقاتًا أخرى ثبت في الشرع أنها أوقات فضل وبركة لاستجابة الدعاء، ومنها
الدعاء الثلث الأخير من الليل
قال النبي ﷺ:
“ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟” (متفق عليه).
الدعاء بين الأذان والإقامة
قال النبي ﷺ:
“الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد” (رواه أبو داود والترمذي).
الدعاء في السجود
قال ﷺ:
“أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” (رواه مسلم).
الدعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعة
قال النبي ﷺ:
“فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه” (متفق عليه).
الدعاء عند الإفطار في الصيام
قال النبي ﷺ:
“إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد” (رواه ابن ماجه)
الدعاء يوم عرفة
عن النبي ﷺ قال:
“أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة.” (رواه الترمذي).
يوم عرفة هو من أعظم الأيام، ويستحب فيه الإكثار من الدعاء.
الدعاء عند شرب ماء زمزم
عن النبي ﷺ قال:
“ماء زمزم لما شُرب له.” (رواه ابن ماجه).
يُستحب الدعاء عند شرب ماء زمزم بما يشاء المسلم من خيري الدنيا والآخرة